باراك اوباما في بغداد لدعم خبرته في السياسة الخارجية ودحض اتهامات منافسه الجمهوري شؤون سياسية - 21/07/2008 -

بغداد / واشنطن / النور
بالرغم من وصول المرشح الديمقراطي باراك اوباما الى بغداد، الا ان العراقيين مازالوا منقسمين بشأنه وبشأن خطته ( من اجل العراق)، فالرجل الذي حاول جاهداً من خلال حملته الانتخابية تبديد شائعات بانه مسلم، يحاول اليوم ان يجاري منافسه الجمهوري مكين بانه يعرف حقيقة الاوضاع على الارض، حين يتحدث عن الانسحاب الاميركي. وكان أوباما الذي قام بزيارته الوحيدة للعراق في كانون الثاني عام 2006 دعا الى سحب القوات القتالية الأميركية من العراق خلال 16 شهرا من توليه الرئاسة اذا فاز في الانتخابات التي ستجرى في تشرين الثاني المقبل.
واذ تحول العراق الى مادة دسمة للجدل والنقاش في المناظرات والحملات الانتخابية للمرشحين الديمقراطي والجمهوري، فان العراقيين في حقيقة الامر منقسمون بشأن خطة اوباما لسحب القوات الأميركية المقاتلة خلال 16 شهرا اذا فاز بمنصب الرئيس.
وقال مصطفى صلاح وهو موظف مكتبي في مدينة البصرة الجنوبية "اؤيد اوباما. اعتقد انه الافضل بالنسبة للعراق وللعالم (..) اذا فاز مكين فسأشعر بانني محطم".
واضاف طبيب في شمال كركوك يدعى هشام فاضل قائلا "انه (اوباما) افضل بكثير من الاخرين لانه اسود والسود تعرضوا للاضطهاد في أميركا. اعتقد انه سيشعر بمعاناتنا".
وأوباما من ام بيضاء واب كيني اسود. ويشير الى نفسه بانه اسود وغالبا ما يتحدث عن خلفيته المتعددة الثقافات. ولن يتاح على الارجح للعراقيين العاديين القاء نظرة خاطفة على اوباما لانه سيمضي معظم وقته في المجمع الحكومي والدبلوماسي بالمنطقة الخضراء شديدة التحصين خلال زيارته لبغداد.
وبرغم تراجع حدة العنف الى ادنى مستوى لها منذ اربعة اعوام وبذل بعض الجهود نحو تحقيق المصالحة الوطنية الا ان خطر الهجمات بالسيارات الملغمة وعمليات الخطف لم يتلاش.
ويقول البعض ان هذه السياسة تاخرت كثيرا بينما يعارض اخرون ذلك لشعورهم بان قوات الامن العراقية ليست جاهزة بعد لتحمل المسؤولية. وقال مناضل المياحي وهو سياسي مستقل في البصرة ان ما قاله اوباما عن سحب القوات الأميركية يهدف فحسب لتحقيق مكاسب سياسية لانه امر غير واقعي.
وقال كاميران محمد من كركوك انه زار الولايات المتحدة أخيرا ضمن هيئة مراقبة انتخابية لدراسة الانتخابات. واضاف ان اوباما هو الذي سيكون جيدا بالنسبة للعراق وليس ماكين. واضاف "عندما كنت في الولايات المتحدة اكتشفت ان الديمقراطيين يميلون للسلام وتجنب الحروب".
وجعل اوباما من معارضته للغزو الذي قادته الولايات المتحدة قبل خمسة اعوام محور حملته الانتخابية. اما ماكين فقد ايد قرار الرئيس الأميركي جورج بوش بخوض الحرب في العراق وكذلك زيادة القوات التي امر بها العام الماضي والتي اسهمت في انتشال العراق من على حافة حرب اهلية طائفية.
وقالت مدرسة تدعى زينب رياض "افسد الجمهوريون وبوش صورة أميركا. فوز ماكين يعني بقاء بوش". ورد معظم العراقيين بعدم مبالاة على اسئلة حول ماضي اوباما وما اذا كانت خلفيته ستؤدي الى سياسة أميركية افضل في الشرق الاوسط.
واوباما مسيحي بروتستانتي لكن والده الكيني نشأ مسلما. وسعت حملة اوباما الى تبديد شائعات بانه مسلم. وقال محمد صديق الذي يمتلك متجرا للهواتف المحمولة في بغداد " بصراحة، لم يفعل المسلمون في مجتمعنا اي شيء لنا". واستشهد عراقي اخر بالحروب بين المسلمين من ابناء وطنهم.
واعرب اخرون عن عدم الاهتمام بانتخابات الرئاسة الأميركية بوجه عام اذ ان اكثر ما يشغل اهتمامهم هو كفاح الحياة اليومية في العراق. وقال عبد المهدي هادي مدرس من البصرة "لا افكر في الوقت الراهن سوى في الحصول على ما يكفي من الكهرباء. لا اعتقد ان اي مرشح منهما سيغير الوضع في العراق".